يأخذك "المرود" في رحلة عذبة ومريرة عبر أروقة الذاكرة، إلى قلب الصعيد المصري، حيث تتجلى حكايات الأمس التي لم تمت بعد. ليست مجرد قصص، بل هي أرواحٌ حُبست في أجسادٍ من كلمات، لتهمس لك عن زمنٍ كان فيه للحب مراد، وللشقاء وجهٌ آخر من الوجود. يغوص بنا الكاتب في أعماق الشخصية المصرية الأصيلة، مستلهماً من الواقع اليومي البسيط ليصوغ منه لوحاتٍ إنسانية عميقة، تارةً تفيض بالحنين إلى حياة ريفية قديمة شهدت حلاوة العيش ببساطته، وتارةً أخرى تروي عن قسوة الزمن ومعاناة الأرواح التي طحنتها ظروف الحياة.هنا تجد المرأة الصعيدية التي تتألق في شبابها ثم تنهكها السنين، فتسعى لاستعادة أنوثة غطاها تراب الحقول، لكنها تصطدم بواقع قاسٍ لا يرحم. وهنا يقف الرجل الريفي أمام خوفه من سلطة قد تسلب منه كل ما يملك، في رحلة يومية للبقاء. كما نرى ذكريات الطفولة في زمنٍ بعيد، وحكاياتٍ عن الفرح والحزن، عن الحب والخيانة، عن التمسك بالأرض والهروب من التقاليد. كل قصة في هذه المجموعة هي بمثابة مرود يكشف كحل الحياة عن عيونٍ غطتها غُبار الأيام، ليُظهر لك جمالها الأصيل ومرارتها الصادقة. إنها شهادةٌ على زمنٍ لم يعد، ومرآةٌ تعكس أرواحاً عاشت وبقيت محفورة في وجدان المكان